القنيطرة سادس أكبر مدينة مغربية، تطل على الساحل الأطلسي، على بعد 40 كم شمال العاصمة الرباط. يسكنها 800 ألف نسمة .مر منها الأمريكيون والفرنسيون ،وفي حين بقيت بعض آثار الوجود الفرنسي ماثلة إلى اليوم بالمدينة، تلاشت بصمات الوجود الاميركي، إلا من بقايا يمكن تعقبها من خلال الروايات الشفاهية وبعض الصور في الحانات والنوادي التي كان يرتادها الاميركيون. ومن بين ما تركه الأميركيون، ثمة مكان لا يكاد يعرفه حتى أبناء المدينة أنفسهم، يتعلق الأمر بقبر الجندي المجهول في مدخل قصبة المهدية، بجانب تمثال لسمكة وضعت شعارا لوجود المرسى البحري بالشاطئ، وسبب وجود هذا القبر، برأي محمد بلاط، أستاذ التاريخ ومهتم بأحداث القنيطرة، يكمن في المواجهات الضارية التي شهدتها قصبة المهدية بين الفرنسيين والأميركيين بداية الأربعينات من القرن الماضي. وكان من نصيب القنيطرة أن تدخل قسرا من باب صفحة سوداء من تاريخ المغرب الحديث، حين انطلقت منها الطائرة التي قصفت الطائرة الملكية في سياق الانقلاب العسكري الفاشل عام 1972 الذي دبرته مجموعة من العسكريين كان على رأسهم الجنرال الدموي محمد أوفقير، الذي يحكي أبناء المدينة عنه أنه صال وجال في القنيطرة وعاقر الخمر في حاناتها وسهر الليالي في حي الحاج منصور على ايقاع أنغام «العيطة»، كما يسر بعض المولعين بنبش الماضي أن أوفقير ترك مقبرة كان يدفن بها عددا ممن عارضوا سياسته، في نفس المكان الذي كان يقيم به لياليه الحمراء. «لم تختر المدينة قدرها، بل هو من اختارها» يقول دارس تاريخ من أبناء القنيطرة.
** لمحة تاريخية موجزة عن مدينة القنيطرة :
غني عن البيان القول بأن مدينة القنيطرة تعتبر من كبريات المدن المغربية وأهمها على الإطــلاق في الشمال الغربي للمملكــة .
هذه المدينة التي تقع على الضفة الجنوبية لنهر سبو على بعد 12 كلم من المصب بالمحيط الأطلسي عند مصطاف المهدية ، وفي ملتقى الطرق التجارية الرئيسية والهامة الرابطة بين مدن شرق و شمال المملكة ووسطها ( فاس ، مكناس ، تطوان ، طنجة ، الرباط والدار البيضاء ) تعتبر في نشأتها حديثة العهد جدا ، شأنها في ذلك شأن العاصمة الاقتصادية وخلافا للمدن الأخرى على سبيل المقارنة .
فتاريخ مدينة القنيطرة ، في حد ذاتها لا يتعدى 120 سنة ، وإن كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بقصبة المهدية التي يرجع تاريخ بنائها إلى القرن السادس قبل الميلاد على يد " حانون القرطاجي " الذي أقامها فوق هضبة صخرية عـنــد مصــب نهــر سبــو علــى أنـقاض مدينة " تيماتريا " .
كما كانت تسمى " حلق المعمورة " و " حلق سبو " وعرفت الاحتلالين البرتغالي سنة 1515 والإسباني سنة 1614 ، وتمكن السلطان العلوي المجاهد المولى إسماعيل من تحرير القلعة سنة 1681.
وعند اجتياح الاستعمار الفرنسي و دخول الحماية سنة 1912 قرر المقيم العام الجنرال ليوطي بناء الميناء قرب القصبة التي أقيمت سنة 1895 لإقامة حامية عسكرية وبالقرب من القنطرة التي أقامها القائد المخزني علي أوعدي منذ أواخر القرن 17 والتي دمرتها السلطات الاستعمارية سنة 1928 .
ويعتبر صدور قرار الإقامة العامة في فاتح يناير 1913 ، والذي تم بموجبه فتح ميناء القنيطرة النهري للملاحة التجارية منعطفا حاسما في تقوية وتعاظم دور مدينة القنيطرة واتساع
نفوذها ومجال إشعاعها . وقد كان دور هذا الميناء مقتصرا على النشاط العسكري حيث كان يتم به إنزال القوات الاستعمارية والعتاد العسكري والمؤونة والمواد المختلفة وإرسالها إلى داخل البلاد في اتجاه فاس والمناطق المجاورة مرورا بالطرق المخزنية التقليدية وذلك من أجل إخماد الإنتفاضات الشعبية الرافضة للاحتلال .
وقد كان لإشعاع الميناء انعكاسات إيجابية في جلب الاستثمارات خاصة في الميدان الصناعي كالصناعات الغذائية والكيماوية والمعدنية وفي ميدان البناء أيضا ، وساهم في هذه الطفرة والنمو الصناعي المتميز انخفاض الضرائب وضعف الأجور والتكاليف العائلية .
وعلاقة بهذه التحولات الاقتصادية المهمة توافدت على هذه المدينة الفتية أعداد وأفواج هائلة من السكان المغاربة من كل مناطق المملكة وبالأخص من جهة الغرب الشراردة بني احسن الحالية ، وهو الأمر الذي ساهم في النمو الديموغرافي الكبير الذي عرفته مدينة القنيطرة وفي توسع مجالها العمراني والحضري كما جذبت هذه المدينة جحافل الأوروبيين والمعمرين .وفي إطار سياسة الميز والتفرقة العنصرية التي هي من صميم السياسة الاستعمارية فقد عملت سلطات الحماية الفرنسية ، خاصة بعد إنشاء اللجنة البلدية أواخر سنة 1914 ، على تقسيم المجال الحضري لمدينة القنيطرة إلى ثلاثة أقسام كبرى وهي :
التجزئة العسكرية وهي خاصة بالمصالح والمرافق العسكرية .
المدينـة العــصريـة الخاصة بـالأوربييـن وتـضم أيضا حي : "فــال فلوري" و "حـي المستعجــل"
ثم الأحياء السكنية الخاصة بالسكان المغاربة الذين يطلق عليهم اسم " الأهالي " وهي أحياء تنعدم أو تفتقر إلى البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية وتنتشر بها أهم دور الصفيح والتي تعرضت في جزء منها لحريق مهول سنة 1946
وعرفت القنيطرة كذلك باسم حلالة Margueurite و هي نبتة تورق زهرة صفراء اللون كانت تغطي أكثر مساحات المدينة قبل تعميرها و هذه الزهرة صفراء اللون كانت تستعمل بعد تصفيفها في تشييد النوايل(جمع نوالة و هي نوع من السكن أصله من إفريقيا السوداء ظهر مع حلول الجيوش السينغالية إبان الحرب العالمية الأولى ( 1914-1918)) حيث بدأ السكان المحليون ( مهداوة، حدادة، أولاد أوجيه، الساكنية، اولاد برجال، الزهانة، المكاديد، النخاخصة، الشليحات، البوشتيين)، الذين كانوا يسكنون الخيام المنسوجة يقلدون الأفارقة في تشييد هذا النوع من السكن التي سيحل محلها دور الصفيح فيما بعد.
**التقسيم الإداري والنفوذ الترابي لمدينة القنيطرة : العاصمة الجهوية بامتيـاز :
القنيطـرة فـي عهـد الحمايـة وعنـد فجـر الاستقـلا ل:
القنيطرة: عاصمة إدارية و مركز إشعاع لمنطقة شاسعة تقسم الغرب الشراردة وزمور زعير:
القنيطرة : عاصمة جهة الغرب الشراردة بني احسن :
القنيطرة : من مدينة مقسمة إلى جماعة واحدة موحدة :
التقسيـم الجماعـي
1 - القنيطـرة فـي عهـد الحمايـة وعنـد فجـر الاستقـلال:
منذ نشأتها خضعت مدينة القنيطرة للهيمنة للنفوذ الترابي والإداري للرباط العاصمة السياسية والإدارية للمملكة الشريفة في عهد الحماية أو بعد ذلك في السنوات العشر الأولى للاستقلال .
فعن طريقها وبواسطتها ، تم قمع المظاهرات والانتفاضات وإخماد الثورات الرافضة للاستعمار والمطالبة برحيله .
ولهذه الغاية ولغايات أخرى تم خلق مجموعة من الإدارات والمرافق التابعة للمركز سواء تلك التي لها علاقة بمراقبة السكان وتحركاتهم ، وفيما بعد بتثبيت سيادة الدولة الحديثة ، أو تلك التي لها علاقة بإعداد وتهيئة المجال الجهوي .
2 - القنيطـرة: عاصمة إدارية و مركز إشعاع لمنطقة شاسعة تقسم الغرب الشراردة وزمور زعير:
نظرا للمكانة المهمة التي أصبحت تتبوأها مدينة القنيطرة محليا وجهويا ووطنيا منذ فجر الاستقلال ، على المستوى الديمغرافي حيث بلغ عدد سكانها حسب أول إحصاء رسمي للسكنى والسكان لسنة 1960 86 775 نسمة ، في الوقت الذي بلغ فيه على سبيل المقارنة ، عدد سكان سيدي قاسم 478 19 نسـمـة و سيدي سليمان 486 11 نسمة والخميسات 695 13 نسمة .
ونظرا لأهمية مدينة القنيطرة صناعيا وتجاريا وخدماتيا للأسباب التي سبق وان تطرقنا إليها باقتضاب فقد عملت الدولة المغربية الحديثة العهد على ترقية مدينة القنيطرة سنة 1965 إلى عاصمة إدارية بامتياز لمنطقة شاسعة ضمت إضافة إلى إقليم القنيطرة إقليمي الخميسات وسيدي قاسم الحاليين .
وقد استمر هذا الوضع إلى تاريخ 13 غشت 1973 حيث ثم خلق إقليم الخميسات ليتم فك الإرتباط إداريا بين هذا الإقليم ومدينة القنيطرة .
وبعد تسع سنوات على ذلك ، أي في سنة 1982 ، سيتم إحداث إقليم جديد هو إقليم سيدي قاسم ، غير أن هذا الإقليم سيبقى مرتيطا بمدينة القنيطرة عند صدور الظهير الشريف المنظم للجهات الستة عشرة.
3 - : عاصمة جهة الغرب الشراردة بني احسن :
بصدور الظهير الشريف بتاريخ 2 أبريل 1997 عدد 1.97.84 المنظم للجهات تم خلق جهة الغرب الشراردة بني احسن وتم رد الاعتبار إن صح التعبير لمدينة القنيطرة بجعلها عاصمة للجهة ككل . بعبارة أخرى فإن نفوذها الإداري والترابي أصبح يشمل 73 جماعة منها 11 جماعة حضرية و 8 دوائر ترابية .
وتتمركز بمدينة القنيطرة كل الإدارات العمومية والشبه العمومية وذات الاستقلال المالي التي يحتاجها التسيير الجهوي .
4 - القنيطرة : من مدينة مقسمة إلى جماعة واحدة موحدة :
أما فيما يتعلق بالتقسيم الإداري لمدينة القنيطرة ، على المستوى المحلي وأي الخاص بالمدينة نفسها فقد شكل المرسوم الصادر بتاريخ 28/09/1992 تحت عدد 720.92.9 منعطفا وتجربة جديد ينفي تسيير الشأن العام المحلي للمدينة .
فمنذ ترقية المدينة إلى بلدية سنة 1959 تم تقسيمهــا سنــة 1992 إلــى جماعتيــن حضريتيــن هما : القنيطرة – المعمورة ، والقنيطرة – الساكنية إضافة إلى جماعة حضرية ثالثة هي المجموعة الحضرية لمدينة القنيطرة .
وكان الدافع الأساسي لهذا التقسيم إعطاء دفعة ونفس جديدين لتطوير المدينة واستفادة الأحياء الهامشية من هذا التطوير بخلق وإحداث وإضافة تجهيزات وبنيات تحتية متطورة ومسايرة للنمو الديمغرافي الذي تعرفه المدينة والتي بلغ عدد سكانها 627 292 نسمة حسب الإحصاء العام للسكنى والسكان لسنة 1994، هذا العدد الذي وصل إلى 1167301 حسب الإحصائيات العامة للسكان لسنة 2004 بمعدل زيادة 1.8%
غير أن هذا التقسيم قد خلق عدة مشاكل من أبرزها الاختلالات الكبرى في النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي الذي عرفته الجماعتين والذي خلقه التوزيع الغير المتكافئ للثروات والمداخيل أو للموارد الخالقة لهذه الثروة.
وهذا ما حدا بالسلطات المختصة إلى العدول عن العمل بهذا التقسيم والرجوع والعمل بوحدة المدينة لتوحيد الرؤى داخل النسيج الحضري الواحد ولتوحيد وتجميع الموارد المالية والتقنية وغيرها على قلتها .
ومن هنا ، جاء مرسوم سنة 2002 القاضي بدمج الجماعات الحضرية الثلاثة السالفة الذكر في جماعة حضرية واحدة هي : الجماعة الحضرية لمدينة القنيطرة التي تبلغ مساحتها حاليا 10600 هكتار.
إن سياسة التقسيم الإداري الذي عملت بها الحكومات المتعاقبة على تسيير الشأن العام للبلاد منذ فجر الاستقلال إلى الآن ساهمت بشكل كبير في تطوير النسيج الحضري لمختلف المدن المغربية على اختلاف درجاتها ، فقد جلبت لها بنية تحتية وتجهيزات متطورة لم يكن بمستطاع أغلبية هذه المدن جلبها باعتمادها على تطورها الذاتي ، وهو ما ساهم بشكل كبير في جلب الرأسمال المحلي والوطني والأجنبي ، وتبقى أهم المدن التي استفادت من هذه الحركية وهذه الالتفاتة بالمدن الكبرى وعلى رأسها مدينة القنيطرة التي استطاعت أن تحقق قفزات نوعية في ميادين عدة فاقت بها مدن مغربية أخرى عتيقة خلال تسعة عقود فقط.
** لمحة تاريخية موجزة عن مدينة القنيطرة :
غني عن البيان القول بأن مدينة القنيطرة تعتبر من كبريات المدن المغربية وأهمها على الإطــلاق في الشمال الغربي للمملكــة .
هذه المدينة التي تقع على الضفة الجنوبية لنهر سبو على بعد 12 كلم من المصب بالمحيط الأطلسي عند مصطاف المهدية ، وفي ملتقى الطرق التجارية الرئيسية والهامة الرابطة بين مدن شرق و شمال المملكة ووسطها ( فاس ، مكناس ، تطوان ، طنجة ، الرباط والدار البيضاء ) تعتبر في نشأتها حديثة العهد جدا ، شأنها في ذلك شأن العاصمة الاقتصادية وخلافا للمدن الأخرى على سبيل المقارنة .
فتاريخ مدينة القنيطرة ، في حد ذاتها لا يتعدى 120 سنة ، وإن كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بقصبة المهدية التي يرجع تاريخ بنائها إلى القرن السادس قبل الميلاد على يد " حانون القرطاجي " الذي أقامها فوق هضبة صخرية عـنــد مصــب نهــر سبــو علــى أنـقاض مدينة " تيماتريا " .
كما كانت تسمى " حلق المعمورة " و " حلق سبو " وعرفت الاحتلالين البرتغالي سنة 1515 والإسباني سنة 1614 ، وتمكن السلطان العلوي المجاهد المولى إسماعيل من تحرير القلعة سنة 1681.
وعند اجتياح الاستعمار الفرنسي و دخول الحماية سنة 1912 قرر المقيم العام الجنرال ليوطي بناء الميناء قرب القصبة التي أقيمت سنة 1895 لإقامة حامية عسكرية وبالقرب من القنطرة التي أقامها القائد المخزني علي أوعدي منذ أواخر القرن 17 والتي دمرتها السلطات الاستعمارية سنة 1928 .
ويعتبر صدور قرار الإقامة العامة في فاتح يناير 1913 ، والذي تم بموجبه فتح ميناء القنيطرة النهري للملاحة التجارية منعطفا حاسما في تقوية وتعاظم دور مدينة القنيطرة واتساع
نفوذها ومجال إشعاعها . وقد كان دور هذا الميناء مقتصرا على النشاط العسكري حيث كان يتم به إنزال القوات الاستعمارية والعتاد العسكري والمؤونة والمواد المختلفة وإرسالها إلى داخل البلاد في اتجاه فاس والمناطق المجاورة مرورا بالطرق المخزنية التقليدية وذلك من أجل إخماد الإنتفاضات الشعبية الرافضة للاحتلال .
وقد كان لإشعاع الميناء انعكاسات إيجابية في جلب الاستثمارات خاصة في الميدان الصناعي كالصناعات الغذائية والكيماوية والمعدنية وفي ميدان البناء أيضا ، وساهم في هذه الطفرة والنمو الصناعي المتميز انخفاض الضرائب وضعف الأجور والتكاليف العائلية .
وعلاقة بهذه التحولات الاقتصادية المهمة توافدت على هذه المدينة الفتية أعداد وأفواج هائلة من السكان المغاربة من كل مناطق المملكة وبالأخص من جهة الغرب الشراردة بني احسن الحالية ، وهو الأمر الذي ساهم في النمو الديموغرافي الكبير الذي عرفته مدينة القنيطرة وفي توسع مجالها العمراني والحضري كما جذبت هذه المدينة جحافل الأوروبيين والمعمرين .وفي إطار سياسة الميز والتفرقة العنصرية التي هي من صميم السياسة الاستعمارية فقد عملت سلطات الحماية الفرنسية ، خاصة بعد إنشاء اللجنة البلدية أواخر سنة 1914 ، على تقسيم المجال الحضري لمدينة القنيطرة إلى ثلاثة أقسام كبرى وهي :
التجزئة العسكرية وهي خاصة بالمصالح والمرافق العسكرية .
المدينـة العــصريـة الخاصة بـالأوربييـن وتـضم أيضا حي : "فــال فلوري" و "حـي المستعجــل"
ثم الأحياء السكنية الخاصة بالسكان المغاربة الذين يطلق عليهم اسم " الأهالي " وهي أحياء تنعدم أو تفتقر إلى البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية وتنتشر بها أهم دور الصفيح والتي تعرضت في جزء منها لحريق مهول سنة 1946
وعرفت القنيطرة كذلك باسم حلالة Margueurite و هي نبتة تورق زهرة صفراء اللون كانت تغطي أكثر مساحات المدينة قبل تعميرها و هذه الزهرة صفراء اللون كانت تستعمل بعد تصفيفها في تشييد النوايل(جمع نوالة و هي نوع من السكن أصله من إفريقيا السوداء ظهر مع حلول الجيوش السينغالية إبان الحرب العالمية الأولى ( 1914-1918)) حيث بدأ السكان المحليون ( مهداوة، حدادة، أولاد أوجيه، الساكنية، اولاد برجال، الزهانة، المكاديد، النخاخصة، الشليحات، البوشتيين)، الذين كانوا يسكنون الخيام المنسوجة يقلدون الأفارقة في تشييد هذا النوع من السكن التي سيحل محلها دور الصفيح فيما بعد.
**التقسيم الإداري والنفوذ الترابي لمدينة القنيطرة : العاصمة الجهوية بامتيـاز :
القنيطـرة فـي عهـد الحمايـة وعنـد فجـر الاستقـلا ل:
القنيطرة: عاصمة إدارية و مركز إشعاع لمنطقة شاسعة تقسم الغرب الشراردة وزمور زعير:
القنيطرة : عاصمة جهة الغرب الشراردة بني احسن :
القنيطرة : من مدينة مقسمة إلى جماعة واحدة موحدة :
التقسيـم الجماعـي
1 - القنيطـرة فـي عهـد الحمايـة وعنـد فجـر الاستقـلال:
منذ نشأتها خضعت مدينة القنيطرة للهيمنة للنفوذ الترابي والإداري للرباط العاصمة السياسية والإدارية للمملكة الشريفة في عهد الحماية أو بعد ذلك في السنوات العشر الأولى للاستقلال .
فعن طريقها وبواسطتها ، تم قمع المظاهرات والانتفاضات وإخماد الثورات الرافضة للاستعمار والمطالبة برحيله .
ولهذه الغاية ولغايات أخرى تم خلق مجموعة من الإدارات والمرافق التابعة للمركز سواء تلك التي لها علاقة بمراقبة السكان وتحركاتهم ، وفيما بعد بتثبيت سيادة الدولة الحديثة ، أو تلك التي لها علاقة بإعداد وتهيئة المجال الجهوي .
2 - القنيطـرة: عاصمة إدارية و مركز إشعاع لمنطقة شاسعة تقسم الغرب الشراردة وزمور زعير:
نظرا للمكانة المهمة التي أصبحت تتبوأها مدينة القنيطرة محليا وجهويا ووطنيا منذ فجر الاستقلال ، على المستوى الديمغرافي حيث بلغ عدد سكانها حسب أول إحصاء رسمي للسكنى والسكان لسنة 1960 86 775 نسمة ، في الوقت الذي بلغ فيه على سبيل المقارنة ، عدد سكان سيدي قاسم 478 19 نسـمـة و سيدي سليمان 486 11 نسمة والخميسات 695 13 نسمة .
ونظرا لأهمية مدينة القنيطرة صناعيا وتجاريا وخدماتيا للأسباب التي سبق وان تطرقنا إليها باقتضاب فقد عملت الدولة المغربية الحديثة العهد على ترقية مدينة القنيطرة سنة 1965 إلى عاصمة إدارية بامتياز لمنطقة شاسعة ضمت إضافة إلى إقليم القنيطرة إقليمي الخميسات وسيدي قاسم الحاليين .
وقد استمر هذا الوضع إلى تاريخ 13 غشت 1973 حيث ثم خلق إقليم الخميسات ليتم فك الإرتباط إداريا بين هذا الإقليم ومدينة القنيطرة .
وبعد تسع سنوات على ذلك ، أي في سنة 1982 ، سيتم إحداث إقليم جديد هو إقليم سيدي قاسم ، غير أن هذا الإقليم سيبقى مرتيطا بمدينة القنيطرة عند صدور الظهير الشريف المنظم للجهات الستة عشرة.
3 - : عاصمة جهة الغرب الشراردة بني احسن :
بصدور الظهير الشريف بتاريخ 2 أبريل 1997 عدد 1.97.84 المنظم للجهات تم خلق جهة الغرب الشراردة بني احسن وتم رد الاعتبار إن صح التعبير لمدينة القنيطرة بجعلها عاصمة للجهة ككل . بعبارة أخرى فإن نفوذها الإداري والترابي أصبح يشمل 73 جماعة منها 11 جماعة حضرية و 8 دوائر ترابية .
وتتمركز بمدينة القنيطرة كل الإدارات العمومية والشبه العمومية وذات الاستقلال المالي التي يحتاجها التسيير الجهوي .
4 - القنيطرة : من مدينة مقسمة إلى جماعة واحدة موحدة :
أما فيما يتعلق بالتقسيم الإداري لمدينة القنيطرة ، على المستوى المحلي وأي الخاص بالمدينة نفسها فقد شكل المرسوم الصادر بتاريخ 28/09/1992 تحت عدد 720.92.9 منعطفا وتجربة جديد ينفي تسيير الشأن العام المحلي للمدينة .
فمنذ ترقية المدينة إلى بلدية سنة 1959 تم تقسيمهــا سنــة 1992 إلــى جماعتيــن حضريتيــن هما : القنيطرة – المعمورة ، والقنيطرة – الساكنية إضافة إلى جماعة حضرية ثالثة هي المجموعة الحضرية لمدينة القنيطرة .
وكان الدافع الأساسي لهذا التقسيم إعطاء دفعة ونفس جديدين لتطوير المدينة واستفادة الأحياء الهامشية من هذا التطوير بخلق وإحداث وإضافة تجهيزات وبنيات تحتية متطورة ومسايرة للنمو الديمغرافي الذي تعرفه المدينة والتي بلغ عدد سكانها 627 292 نسمة حسب الإحصاء العام للسكنى والسكان لسنة 1994، هذا العدد الذي وصل إلى 1167301 حسب الإحصائيات العامة للسكان لسنة 2004 بمعدل زيادة 1.8%
غير أن هذا التقسيم قد خلق عدة مشاكل من أبرزها الاختلالات الكبرى في النمو والتطور الاقتصادي والاجتماعي الذي عرفته الجماعتين والذي خلقه التوزيع الغير المتكافئ للثروات والمداخيل أو للموارد الخالقة لهذه الثروة.
وهذا ما حدا بالسلطات المختصة إلى العدول عن العمل بهذا التقسيم والرجوع والعمل بوحدة المدينة لتوحيد الرؤى داخل النسيج الحضري الواحد ولتوحيد وتجميع الموارد المالية والتقنية وغيرها على قلتها .
ومن هنا ، جاء مرسوم سنة 2002 القاضي بدمج الجماعات الحضرية الثلاثة السالفة الذكر في جماعة حضرية واحدة هي : الجماعة الحضرية لمدينة القنيطرة التي تبلغ مساحتها حاليا 10600 هكتار.
إن سياسة التقسيم الإداري الذي عملت بها الحكومات المتعاقبة على تسيير الشأن العام للبلاد منذ فجر الاستقلال إلى الآن ساهمت بشكل كبير في تطوير النسيج الحضري لمختلف المدن المغربية على اختلاف درجاتها ، فقد جلبت لها بنية تحتية وتجهيزات متطورة لم يكن بمستطاع أغلبية هذه المدن جلبها باعتمادها على تطورها الذاتي ، وهو ما ساهم بشكل كبير في جلب الرأسمال المحلي والوطني والأجنبي ، وتبقى أهم المدن التي استفادت من هذه الحركية وهذه الالتفاتة بالمدن الكبرى وعلى رأسها مدينة القنيطرة التي استطاعت أن تحقق قفزات نوعية في ميادين عدة فاقت بها مدن مغربية أخرى عتيقة خلال تسعة عقود فقط.