مدينة اسفي
آسفي مدينة السمك والخزف والشواطئ الطبيعية وحاضرة الأطلسي مدينة مغربية على الساحل الأطلسي قرب مدينة الدار البيضاء تقع مدينة آسفي على المحيط الأطلسي بين مدينتي الجديدة والصويرة وتبعد عن مدينة الدارالبيضاء بحوالي 200 كلم، وعن مدينة مراكش بحوالي 160 كلم. وتعد من بين أعرق المدن المغربية التي تضم مجموعة من المآثر التاريخية والقلاع التي تشهد على تاريخها العريق.
مدينة آسفي حسب أصلها الأمازيغي الذي يعني المصب (مصب النهر)، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، فالى جانب معالمها التاريخية التي تشهد على تاريخها العريق الذي يعود إلى العهد الفينيقي والى القرن الحادي عشر ميلادي القرن الذي بدأت تذكر فيه مدينة آسفي في الكتابات العربية، نجد بها عددا كبيرا من معامل تصبير السمك ومن ورشات تصنيع الخزف الذين يمثلان عصبها الاقتصادي.
مدينة آسفي حسب أصلها الأمازيغي الذي يعني المصب (مصب النهر)، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، فالى جانب معالمها التاريخية التي تشهد على تاريخها العريق الذي يعود إلى العهد الفينيقي والى القرن الحادي عشر ميلادي القرن الذي بدأت تذكر فيه مدينة آسفي في الكتابات العربية، نجد بها عددا كبيرا من معامل تصبير السمك ومن ورشات تصنيع الخزف الذين يمثلان عصبها الاقتصادي.
تقع مدينة أسفي على ساحل المحيط الأطلسي، بين الدرجة 31 والدرجة 36 شمالا، وأراضي الإقليم تغطي مساحة 6344 كلم مربع، وتتسم التضاريس بكونها قليلة التسطح وترتفع على مستوى سطح البحر بأكثر من 500م.
أول ما يشد انتباه الزائر لمدينة آسفي هو مآثرها التاريخية التي توجد بالمدينة القديمة ومشارف البحر وبضواحي المدينة والتي يعود أغلبها إلى الاستعمار البرتغالي. فقصر البحر الذي يوجد في مواجهة المحيط الأطلسي الذي يطل على البحر وعلى ميناء الصيد البحري أسس من طرف البرتغال في القرن 16 من أجل حماية المدخل الشمالي للميناء ومقر اقامة عامل المدينة، وهو ما يفسر وجود العديد من المدافع الحربية به وعلى أبراجه. وقد أعيد ترميم هذا القصر في عام.1963 وقلعة "القشلة" التي تطل على المدينة القديمة وقصر البحر أسست من طرف البرتغال من أجل حماية المدينة.
أما المدينة القديمة، التي تعود إلى العهد القديم، فإنها تتميز بأزقتها الضيقة وتزخر بالصناعات التقليدية وبالخصوص صناعة الخزف فإنها مدينة ساحرة وغامضة جعلت العديد من الفنانين والسياسيين والرسامين يتخذونها مستقرا لهم ليستمتعوا بسوقها وبحركتها الدؤوبة التي لا تخمد إلا بشكل متأخر في المساء
ومن بين المآثر المهمة أيضا التي تزخر بها مدينة آسفي هناك المتحف الوطني للخزف الذي أسس عام 1990 ويضم مجموعة من القطع الخزفية المهمة التقليدية والحديثة والتي تتميز بأشكالها الهندسية المتميزة وبألوانها المتناسقة. وصومعة الجامع الكبير التي تعود إلى العهد الموحدي، وطاجين المدينة الكبيرة الذي يوجد في قلب المدينة والذي مكن جمعية الفاعلين الاقتصاديين بمدينة آسفي من دخول كتاب الأرقام القياسية "جينيس" في 10 يوليو من عام 1999 من خلال انجاز أكبر طاجين لكويرات سمك السردين الذي ساهمت في اعداده 200 امرأة، وقدم للمحتاجين صحبة 3 أطنان من السردين المشوي.
أما المدينة القديمة، التي تعود إلى العهد القديم، فإنها تتميز بأزقتها الضيقة وتزخر بالصناعات التقليدية وبالخصوص صناعة الخزف فإنها مدينة ساحرة وغامضة جعلت العديد من الفنانين والسياسيين والرسامين يتخذونها مستقرا لهم ليستمتعوا بسوقها وبحركتها الدؤوبة التي لا تخمد إلا بشكل متأخر في المساء
ومن بين المآثر المهمة أيضا التي تزخر بها مدينة آسفي هناك المتحف الوطني للخزف الذي أسس عام 1990 ويضم مجموعة من القطع الخزفية المهمة التقليدية والحديثة والتي تتميز بأشكالها الهندسية المتميزة وبألوانها المتناسقة. وصومعة الجامع الكبير التي تعود إلى العهد الموحدي، وطاجين المدينة الكبيرة الذي يوجد في قلب المدينة والذي مكن جمعية الفاعلين الاقتصاديين بمدينة آسفي من دخول كتاب الأرقام القياسية "جينيس" في 10 يوليو من عام 1999 من خلال انجاز أكبر طاجين لكويرات سمك السردين الذي ساهمت في اعداده 200 امرأة، وقدم للمحتاجين صحبة 3 أطنان من السردين المشوي.
الثقافة
إن آسفي تشكل خلفية للثقيف، وهي "Little Morocco" ذات ثقافة متنوعة. وذلك نتيجة لمجموعة من الروافد على الإقليم والتي يمكن اختزالها من خلال العناصر التالية :
العنصر الأوربي
يمكن لميناء آسفي لوحده أن يحكي تاريخ المدينة، فالسائح أو الزائر يمكن أن يلمس ذلك من خلال المصطلحات المتداولة من طرف الصيادين : كلمات إسبانية مستوحات من الأشخاص الذين استوطنوا المدينة قديما،' سافيوط ' إسباني الأصل. ويمكن للزائر أن يرى أيضا عظمة القلعة البحرية التي تعتبر تحفة الهندسة العسكرية خلال القرن السادس عشر.
العنصر اليهودي
تعتبر الجالية اليهودية في أسفي نسبيا قليلة مقارنة بالفترة القديمة حيث كانت كثيرة، تكمن أهمية تواجد الجالية اليهودية قبل ظهور الإسلام وفقا لبعض المؤرخين في ضريح أولاد ابن زيمو والموسم السنوي والأطباق الشهية التي تحضى بالتقدير.
هذا الوجود تمت إعادة صياغته، أعمال المؤرخ إبراهيم كريديا أو من أعمال الروائي صافيوط حسن "مخططات العبرية".
العنصر الصحراوي
تمتد روابط المدينة بدول السودان منذ أن كانت المدينة تعتبر ميناء العاصمة مراكش، عاصمة العديد من السلالات الحاكمة. وأيضا الحضور الثقافي لكناوة وطقوسها، الذي هو جزء من الثقافة التي ضمتها سافيوط. يعتبر هذا الموروث الثقافي متجدرا على غرار ما كان يربطه بالعبودية آنذاك، لكنه بدأ في الإحياء من جديد من خلال البحث الذي يقوم به أحد الرومانيين تحت عنوان " أخر كناوة، تجوال المعلم السامبا".
العنصر الأندلسي
العديد من العائلات ذات الأصل الأندلسي التي استقرت بالمنطقة أتت عبر طريق فاس-آسفي، اليوم وبالإضافة إلى الأطباق والأكلات المشهورة هناك أيضا الموسيقة النقية. عدد قليل من المغاربة الذين لم تستهويهم ' موالات ' باجدوب. وقد ساهمت الأسر الأندلسية إسهاما مهما في تطوير صناعة الفخار والخزف بأسفي.
العنصر الأمازيغي
تتحدث غالبية ساكنة آسفي اللغة العربية، مع ذلك فإن السمة الغالبة في صلب تجد الأمازيغية أكثر شيوعا وفقا للدراسة التي قام السيد عبد الرحمان الطاوي تحت عنوان " Ichtionymie"، ومن الواضح أيضا أن مجموعة من أسماء الأسماك هي أيضا أسماء أمازيغية، على سبيل المثال لا الحصر "أمون" (المرجان الملكي) وفي نفس السياق اللغوي لنفس السمكة بالعربية تسمى (الفرخ).
العنصر العربي الإسلامي
يعتبر العنصر الأساسي الذي عرفته أسفي على الإطلاق وذلك مع وصول القائد الإسلامي عقبة بن نافع سنة681 م بعد أن ترك صاحبه شاكر لتعليم البربر اللغة العربية والتعاليم الإسلامية،، والذي انطلق في شواطئ البحر لكنه أعرب عن أسفه للعوائق التي حالت دون نشره رسالة الإسلام بعيدا.
الشخصية الثانية وهي الشيخ محمد صاح الذي أسس نظام مؤسس ركب الحاج المغربي لأول مرة بالمغرب حيث أنشأ رباطه الشهير بأسفي، وأسس 46 رباطا تربط المغرب بالمشرق عن طريق الحج، لأن الحاجة كانت ماسة لانعاش الجانب الروحي خاصة أن أسفي عرفت النحلة البرغواطية، وقد كانت هجرة الفاطميين (تونس) الهدف منها تعريب المنطقة، حيث أن سهول عبدة التي هي جزء من اتحاد دكالة كانت مفتوحة لاستقبال السكان العرب. وحسب الدراسات الميدانية المختلفة نجد على سبيل المثال البناية التي يسكنها أحدهما تتكون من الطين والتبن تسمى الخيمة وتندمج في إطار دواوير.
و في الأخير يبقى الجانب الموسيقي من هذا العنصر يحيا مع الموسيقى ومؤهلة لأن تفوق حدود المنطقة ومنها : فن العيطة في مفهومه الأصلي والقديم يعني النداء، أي نداء القبيلة والاستنجاد بالسلف لتحريك واستنهاض همم الرجال واستحضار واستدعاء ملكة الشعر والغناء. وتعتبر اصطلاحا مجموعة من المقاطع الغنائية والفواصل الموسيقية الإيقاعية في منظومة تختلف عناصرها باختلاف أنواع وأنماط العيطة نفسها. وغير بعيد، صنف العارفون والمهتمون هذا الفن إلى ثلاثة أشكال : المرساوي، الحوزي، الملالي. ومن قد أشتهرت خلال فترة القايد عيسى بن عمر ومن أشهر شيخات العيطة نجد الشيخة خربوشة. ولابد من الإشادة بالشخصية التي كرست حياتها للبحث في مجال الثقافة الشعبية ألا وهي شخصية المرحوم محمد بوحميد. وخلاصة القول فإن آسفي لها تاريخ وثقافة متجدرة في المغرب وتعتبر مثالا فريدا في التعايش والانسجام.
إن آسفي تشكل خلفية للثقيف، وهي "Little Morocco" ذات ثقافة متنوعة. وذلك نتيجة لمجموعة من الروافد على الإقليم والتي يمكن اختزالها من خلال العناصر التالية :
العنصر الأوربي
يمكن لميناء آسفي لوحده أن يحكي تاريخ المدينة، فالسائح أو الزائر يمكن أن يلمس ذلك من خلال المصطلحات المتداولة من طرف الصيادين : كلمات إسبانية مستوحات من الأشخاص الذين استوطنوا المدينة قديما،' سافيوط ' إسباني الأصل. ويمكن للزائر أن يرى أيضا عظمة القلعة البحرية التي تعتبر تحفة الهندسة العسكرية خلال القرن السادس عشر.
العنصر اليهودي
تعتبر الجالية اليهودية في أسفي نسبيا قليلة مقارنة بالفترة القديمة حيث كانت كثيرة، تكمن أهمية تواجد الجالية اليهودية قبل ظهور الإسلام وفقا لبعض المؤرخين في ضريح أولاد ابن زيمو والموسم السنوي والأطباق الشهية التي تحضى بالتقدير.
هذا الوجود تمت إعادة صياغته، أعمال المؤرخ إبراهيم كريديا أو من أعمال الروائي صافيوط حسن "مخططات العبرية".
العنصر الصحراوي
تمتد روابط المدينة بدول السودان منذ أن كانت المدينة تعتبر ميناء العاصمة مراكش، عاصمة العديد من السلالات الحاكمة. وأيضا الحضور الثقافي لكناوة وطقوسها، الذي هو جزء من الثقافة التي ضمتها سافيوط. يعتبر هذا الموروث الثقافي متجدرا على غرار ما كان يربطه بالعبودية آنذاك، لكنه بدأ في الإحياء من جديد من خلال البحث الذي يقوم به أحد الرومانيين تحت عنوان " أخر كناوة، تجوال المعلم السامبا".
العنصر الأندلسي
العديد من العائلات ذات الأصل الأندلسي التي استقرت بالمنطقة أتت عبر طريق فاس-آسفي، اليوم وبالإضافة إلى الأطباق والأكلات المشهورة هناك أيضا الموسيقة النقية. عدد قليل من المغاربة الذين لم تستهويهم ' موالات ' باجدوب. وقد ساهمت الأسر الأندلسية إسهاما مهما في تطوير صناعة الفخار والخزف بأسفي.
العنصر الأمازيغي
تتحدث غالبية ساكنة آسفي اللغة العربية، مع ذلك فإن السمة الغالبة في صلب تجد الأمازيغية أكثر شيوعا وفقا للدراسة التي قام السيد عبد الرحمان الطاوي تحت عنوان " Ichtionymie"، ومن الواضح أيضا أن مجموعة من أسماء الأسماك هي أيضا أسماء أمازيغية، على سبيل المثال لا الحصر "أمون" (المرجان الملكي) وفي نفس السياق اللغوي لنفس السمكة بالعربية تسمى (الفرخ).
العنصر العربي الإسلامي
يعتبر العنصر الأساسي الذي عرفته أسفي على الإطلاق وذلك مع وصول القائد الإسلامي عقبة بن نافع سنة681 م بعد أن ترك صاحبه شاكر لتعليم البربر اللغة العربية والتعاليم الإسلامية،، والذي انطلق في شواطئ البحر لكنه أعرب عن أسفه للعوائق التي حالت دون نشره رسالة الإسلام بعيدا.
الشخصية الثانية وهي الشيخ محمد صاح الذي أسس نظام مؤسس ركب الحاج المغربي لأول مرة بالمغرب حيث أنشأ رباطه الشهير بأسفي، وأسس 46 رباطا تربط المغرب بالمشرق عن طريق الحج، لأن الحاجة كانت ماسة لانعاش الجانب الروحي خاصة أن أسفي عرفت النحلة البرغواطية، وقد كانت هجرة الفاطميين (تونس) الهدف منها تعريب المنطقة، حيث أن سهول عبدة التي هي جزء من اتحاد دكالة كانت مفتوحة لاستقبال السكان العرب. وحسب الدراسات الميدانية المختلفة نجد على سبيل المثال البناية التي يسكنها أحدهما تتكون من الطين والتبن تسمى الخيمة وتندمج في إطار دواوير.
و في الأخير يبقى الجانب الموسيقي من هذا العنصر يحيا مع الموسيقى ومؤهلة لأن تفوق حدود المنطقة ومنها : فن العيطة في مفهومه الأصلي والقديم يعني النداء، أي نداء القبيلة والاستنجاد بالسلف لتحريك واستنهاض همم الرجال واستحضار واستدعاء ملكة الشعر والغناء. وتعتبر اصطلاحا مجموعة من المقاطع الغنائية والفواصل الموسيقية الإيقاعية في منظومة تختلف عناصرها باختلاف أنواع وأنماط العيطة نفسها. وغير بعيد، صنف العارفون والمهتمون هذا الفن إلى ثلاثة أشكال : المرساوي، الحوزي، الملالي. ومن قد أشتهرت خلال فترة القايد عيسى بن عمر ومن أشهر شيخات العيطة نجد الشيخة خربوشة. ولابد من الإشادة بالشخصية التي كرست حياتها للبحث في مجال الثقافة الشعبية ألا وهي شخصية المرحوم محمد بوحميد. وخلاصة القول فإن آسفي لها تاريخ وثقافة متجدرة في المغرب وتعتبر مثالا فريدا في التعايش والانسجام.
تاريخ آسفي
منذ القديم حظيت أسفي بأهمية بالغة حتى أن اسم المدينة ورد ضمن أمهات المعاجم التاريخية كمعجم البلدان لياقوت الحموي، والرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة ذكرها في مذكراته الشهيرة التي ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة. ولو كنا نريد أن نتعقب هذه المكانة في سائر المصادر العربية والأجنبية لوجدنا أنفسنا مأمام كراسات طويلة. وحسبنا الإشارة إلى أن أسفي شكلت وجهة مفضلة للعديد من الأسر الأندلسية والعربية من تطوان وفاس والرباط وسلا، حتى أن ذ.أحمد بن جلون وصف أسفي بأنها مدينة دبلوماسية يقطنها السفراء والقناصل، مثل غيوم بيرار الذي مثل فرنسا هنري الثالث لدى المولى عبد الملك وقنصل الدانمارك جورج هورست وجون موكي صيدلاني الملك هنري الرابع، كما كان المبعوثون البريطانيون يفدون بأسفي قبل التوجه إلى مراكش حيث نزل بالمدينة البحار الإنجليزي هاريسن لتسليم رسالة من ملك إنجلترا تشارلز الأول إلى مولاي عبد الله.وهكذا تحولت أسفي إلى ميناء دبلوماسي ترسو به السفن الأوربية التي ترغب في ابرام الاتفاقيات الدولية بالعاصمة مراكش.
وعبر التاريخ كانت أسفي أهم الموانئ المغربية، مما جعلها تشهد رحلات علمية شهيرة (راع 69-70-الطوف74). وقديما اتخذها المرابطون مركزا لتجميع قوافل الذهب الأفريقي الذي ينقل عبر السفن إلى الأندلس لسك النقود، وبالتالي أصبحت أسفي مرسى الإمبراطورية المرابطية.والبرتغاليون جعلوها ميناء رئيسيا لتصدير الحبوب والسكر والصوف. ومع توافد جالية إنجليزية كبيرة على المدينة، أقام بها الإنجليز مركزا تجاريا ثم أنشؤوا في القرن19 مخزنا لتجميع كل ما يصدر من أسفي إلى إنجلترا، غير أن معاول الهدم طالتهما ليتم تحويل مكانهما إلى ساحة مولاي يوسف.
وعن أهمية أسفي لابد من الإشارة إلى المحطة البارزة التي ظهرت فيها دبلوماسية السكر على حد تعبير المؤرخين الأوربيين، حيث كان السكر القادم من شيشاوة في مقدمة المواد التي تسوقها المدينة لانجلترا، لأن المملكة لم تكن تقبل في مطبخها – على ما يقوله هنري روبيرتس - الا السكر المغربي، ثم إن أسفي كانت منطلقا لملح البارود المغربي الذي لم يكن يوازيه أي ملح في العالم والذي كان الدفاع الحربي الإنجليزي يعتمده، فضلا عن كون المدينة كانت تزود أوروبا بأجود الصقور المغربية التي ساهمت في تطويرهواية القنص بالصقر، وعن أسفي وهي تصدر الشمع حيث كان المستهلكون يقبلون عليه لقوة نوره وصفائه وللرائحة التي يستنشقونها عند احتراقه وكأنه مزج بمادة العطر، وأسفي مدينة الجوامع المنتشرة والأربع والأربعين وليا، روضت الطين منذ العصور الغابرة وجعلته يستجيب للاحتياجات اليومية وتحويله إلى لغة شعرية أو لوحة تشكيلية تمتزج فيها الألوان بتناسق بديع ،وأسفي التي أفلحت في تحدي أمواج البحار حيث اشتهر بها الربابنة والرياس الكبار حتى أضحت عاصمة العالم في صيد السردين، وملح الختام أسفي التي أغرت بلذائذ أسماكها جيراننا فجاؤوها محتلين...
ومع الدولة العلوية حضي بعض أبناء أسفي بمكانة رفيعة، حيث ضم المخزن الإسماعيلي سنة 1721هيئة من القواد، يرأسهم أحمد بن حدو العطار وهو من أكبر حجاب المولى إسماعيل، بعث به السلطان سفيرا إلى إنجلترا،كما منحته الحكومة الإنجليزية وساما بعد أن تكلف بعقد اتفاق للسلام والتجارة سنة 1682م.
وازداد اهتمام السلاطين بأسفي فأقاموا بها دارا للسكة ما بين سنة 1716 و1830م، كانت كائنة حيث يوجد حاليا ضريح سيدي بوذهب حسب ما أورده الكانوني الذي يقول:" دار السكة كانت تعالج الذهب والفضة فكانت تعرف بدار الذهب ".
ولعل أهم حدث عرفه أسفي على الإطلاق، هو وصول القائد الإسلامي عقبة بن نافع سنة681 م بعد أن ترك صاحبه شاكر لتعليم البربر اللغة العربية والتعاليم الإسلامية، هذا التابعي له رباط مشهور يعرف إلى اليوم برباط سيدي شيكر، وهو من أقدم الرباطات بالمغرب، كان يحضره العلماء ويقام به موسم سنوي حضره بن الزيات وسجل أخباره.
واذا كانت بعض النواحي معروفة بما يوجد بها من كبار الصلحاء، فكذلك الشأن بأسفي التي صارت مقرونة بذكر الولي الصالح أبي محمد صالح مؤسس ركب الحاج المغربي لأول مرة بالمغرب حيث أنشأ رباطه الشهير بأسفي، وأسس 46 رباطا تربط المغرب بالمشرق عن طريق الحج، لأن الحاجة كانت ماسة لانعاش الجانب الروحي خاصة أن أسفي عرفت النحلة البرغواطية، وتزامنت الدعوة للحج مع الموقف الذي تبناه فقهاء المغرب والأندلس في إسقاط شعيرة الحج، حماية للمسلمين من مخاطر الطريق.
والواقع أن صيت رباط الشيخ أبي محمد صالح، وزواياه المنبتة في مجال واسع قد منح حركته شهرة وتقديرا، حتى أن ملوك الدولة السعدية والعلوية كانوا يصدرون ظهائر التوقير والاحترام للشيخ ورباطه، بل ان أبناء عبد المومن عندما كانوا يضربون السكة يبعثون بالمسكوكات الأولى إلى رباط الشيخ أبي محمد صالح الذي بلغ اشعاعه بعد وفاته أكثر من ثلاثة قرون.وقد أورد البادسي في كتابه "المقصد الشريف والمنزع اللطيف "أنه "عندما رحل الشيخ عبد الملك الوجانسي نزيل سبته إلى الديار المصرية، فأراد أن يأخذ على شيوخها، فقال له ذلك الشيخ: انما شيخك أبي محمد صالح بأسفي، وهو يروي كيفية دخوله على أبي محمد صالح وكيف بادره بالقول: يا عبد الملك، ما جئت حتى وجهت".
ولم يكن رباط الشيخ رباطا للمجاهدة فقط، بل كان ملتقى لأهل العلم وطلابه، حتى بلغت سمعة أسفي كل الافاق، فقصدها العلماء من كل حدب وصوب، وعلى رأسهم لسان الدين بن الخطيب وابن قنفد وغيرهم كثي