مدينة افرانإفران، مدينة مغربية تقع قرب مدينتي فاس ومكناس بإقليم إفران وتضم 30.074 نسمة (إحصاء 2004). تعتبر إفران من أقدم المدن المغربية الجبلية والتي تقع على ارتفاع 1655 مترا فوق سطح البحر إذ يميزها البرد القارس والثلوج التي تغطي سفوح جبالها في الخريف والشتاء واعتدال الجو في الصيف والربيع، إذ تجذب الزوار بشلالاتها المائية والطبيعة الخضراء. "إفران" كلمة أمازيغية، وتعني الكهوف والتسمية مستوحاة من المغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي، قديما كان يطلق عليها لقب "أورتي" باللهجة المحلية أي البستان أو الحديقة بالعربية، تلقب بسويسرا الصغيرة لطابعها الأوروبي. تشهد هذه البلدة نزول الثلوج خلال أشهر الشتاء وبرودة المناخ خلال فصل الصيف. إفران هي أيضا المكان الذي سجلت فيه أدنى درجة للحرارة في أفريقيا ، -23 درجة مئوية، في عام 1935. من بين الحيوانات الموجودة في المناطق المجاورة المكاك البربري المهدد بالانقراض .[1] من بين أنواع الأشجار التي تنمو طبيعيا في المنطقة هناك الأرز الأطلسي والبلوط وسيكامور لندن المستورد من الخارج. تاريخ المدينةيعود تاريخ أول سكنات دائمية في المنطقة إلى القرن السادس عشر، قرية سيدي عبد السلام والمسماة زاوية سيدي عبد السلام أو مجرد الزاوية هو اسم سيدي عبد السلام المِؤ سس لمجتمع هذه المنطقة في وادي تزقويت الواقع على بعد سبع كم. من مصب نهر البلدة الحالية.
تكونت في البداية من مساكن كهفية محفورة في الحجر الجيري لجدار الوادي. فقط في ما يقارب السنوات الخمسين الأخيرة بدأ سكانها في بناء مساكن فوق الأرض.الكهوف التي تقع الآن تحت هذه المنازل ما زالت تستخدم كحضائر للحيوانات وأماكن للخزن. وبحلول منتصف القرن السابع عشر بدت زاوية سيدي عبد السلام متطورة بما فيه الكفاية للحصول على إقطاع أو منح أرض من السلطان الرشيد بن علي الشريف.
إمتد الإقطاع من منبع إفران الحالية في أسفل وادي تزقويت وحتى خندق الحاجب. كانت الأراضي الزراعية ملكية خاصة أما المراعي فكانت تحت تصرف الجماعات القبلية.وقد خضع السكان القبليون في منطقة إفران - عزرو إلى الحكم الاستعماري بعد فترة من المقاومة (1913-1917).المقاومة استمرت في أعالي الجبال (تيماحديت، جبل فزاز) حتى عام 1922.
أنشأت مدينة إفران الحديثة من قبل الإدارة الفرنسية في عام 1929 على أراض صودرت من سكان الزاوية وكان الغرض أن تكون المدينة "محطة على التل" ومكان بارد تقضي فيه الأسر المستعمرة فصل الصيف، وقد صممت أصلا وفق النموذج الحضري ل "الجاردن سيتي" (مدينة الحدائق) السائد حينذاك. ودعت الخطة لإنشاء شاليهات صيفية على طراز منازل جبال الألب المحاطة بالحدائق والشوارع المنحية المحفوفة بالاشجار. كما بني قصرا ملكيا للسلطان محمد الخامس بن يوسف وكانت أول المباني العامة للمدينة هي مكتب للبريد وكنيسة. وعلاوة على ذلك، تم بناء سجن أصبح بعدها معسكر لاسرى الحرب خلال الحرب العالمية الثانية. كما هو الحال في أي مكان آخر في المغرب، نشأت بعد زمن قصير مدينة أكواخ تدعى تمدقين بالقرب من المستعمرة. انها مساكن للمغاربة (من الخادمات والفلاحين، وغير ذلك) الذين كانوا يخدمون المنتجعين الفرنسيين. كانت تمدقين مفصولة بواد عميق عن الجاردن سيتي عائدة للاحتلال. بعد الاستقلال تم ببطء شراء الممتلكات الفرنسية في الجاردن سيتي الأصلية من قبل المغاربة. وتم توسيع المدينة وتجهيزها بمسجد وسوق بلديات وأماكن سكنية عامة. وعلاوة على ذلك، فقد أعيد بناء حي تمدقين وتمت تهيئته بالمرافق المدنية المناسبة. في عام 1979 أصبحت إفران مقرا لإدارة مقاطعة تحمل نفس الاسم، وأنشأت فيها بعض الخدمات الحكومية. في عام 1995 افتتحت جامعة الأخوين العامة والتي تم التدريس فيها باللغة الإنكليزية وحسب المناهج الجامعية الأميركية وساعد هذا على جعل إفران مرة أخرى منطقة سياحية مرغوب فيها على النطاق المحلي. ونتيجة لذلك، لا تزال إفران مستمرة بالتطور كمنتجع للصيف والشتاء. يجري الآن تهديم الشاليهات القديمة في وسط المدينة والاستعاضة عنها بمجمعات سكنية، في حين تنتشر مراكز الإجازات والمنازل الكبيرة على مشارف المدينة. تتكون معظم جبال الأطلس المتوسط من سلسلة هضاب من الحجر الجيري. وبالقرب من إفران في الأطلس المتوسط توجد غابات الأرز. تهطل على هذه الهضاب كميات كبيرة من الأمطار بنسبة حوالي 1000 ملم سنويا في إفران وبالطبيعة فهي مشجرة بغابات البلوط والارز بالتناوب. يقع الأطلس المتوسط في وسط المغرب ويشكل خزانا للمياه الطبيعية، فالعديد من أنهار البلاد المهمة المولوية وسيبو وبورقرق وأم ربيع تنبع منه.على الرغم من توسطه، فالأطلس المتوسط كان تاريخيا "الربع الخالي". بالرغم من أن المنطقة يمر بها التجار بانتظام، وبالرغم من إن المراعي الصيفية الألبية كان يأتيها الرعاة، فإن قسوة المناخ وعدم خصوبة التربة نسبيا طالما شكلا عائقا للمستوطنات البشرية الدائمة.اليوم لا يزال الأطلس المتوسط من أقل المناطق المأهولة بالسكان في المغرب، حتى بالمقارنة مع غيره من المناطق الجبلية مثل الاطلس الأعلى و الريف. مدينة إفران الحديثة أنشأت من قبل الإدارة الفرنسية في عام 1928. صغير قلعة عويد تزقويت (وهي الآن جزء من القصر) المطلة على عويد تزقويت تم بناؤها خلال فترة الغزو العسكري من أجل تأمين الطريق بين فاس والخنيفرة عبر الجبال. فإن المشهد المنحدر بلطف، بينابيعه العذبة وأزهاره البرية أعطى الإمكانية في أن يكون منتجع صيفي لعوائل الاحتلال الموجودة في سهل سايس ومكناس وفاس. خمسين هكتار من الأراضي الزراعية في الزاوية، في منطقة عينت أصلا كتورثيت أو "حديقة"، صودرت لهذا المشروع. كانت إفران بمثابة "محطة تل" أو نوع من المستعمرات السكنية.
كان البريطانيون من الأوائل الذين أنشؤا هذا النوع من المنتجعات في الهند، وأشهرها سيملا في جبال الهيمالايا والتي كانت بمثابة "عاصمة الصيف" لهم. بنى الفرنسيون محطات تل مماثلة في الهند الصينية، كدالات التي أنشئت في عام 1921، ليست إفران هي محطة التل الوحيدة التي تم انشاؤها في المغرب، فقد بنى الفرنسيون محطة أخرى في إيموزر المجاورة، وكذلك في أوكايمدين في الاطلس الأعلى. المحطات التلية لديها بعض السمات المشتركة، لكونهم مخصصين للأسر المغتربة من الأوربيين.
وأنها غالبا ما تكون مصممة بطريقة ترمي لتذكير سكانها المغتربين بأوطانهم البعيدة. وقد اقتبس النمط المعماري الذي اعتمد فيها من البلد الأم من أجل أن تبدو المنطقة بمثابة "إنجلترا الصغيرة" أو "فرنسا الناعمة". هذا هو الحال في إفران حيث استخدمت أساليب بناء جبلية مختلفة مثل "دار الباسك" "جورا" و"سافوي". وعلاوة على ذلك، فقد تم جلب الاشجار والنباتات المزهرة من بلد المنشأ الأوروبية. وكان القصد من ذلك أيضا هو جعل المكان أكثر شبها بالوطن الأصلي. في إفران تم استيراد أشجار الأرجوان وأشجار السيكامور (platanes)، وأشجار الكستناء (marronniers وchâtaigniers) وشجرة الزيزفون (linden tree) (tilleuls) كلها استوردت لهذا الغرض.
|