ملوك المغرب , الشغل و العمل في المغرب, المملكة المغربية , اخبار المغرب , تاريخ المغرب , مواقع انترنت خاصة بالمغرب , Maroc , Morocco , Maroko , Maroucos , Almaghrib
أوصى المشاركون في المناظرة الوطنية الأولى للطرق الشفهية والفنون اللامحكية بإنشاء معهد ملكي للفنون اللامادية، تكون مهمته العناية بالموروث الثقافي الأصيل عبر مختلف الجهات الثقافية بالمملكة. كما أوصوا بتدريس مادة الفنون الشعبية الأصيلة ضمن البرامج الدراسية بمؤسسات وزارة التربية الوطنية في جميع مراحلها في إطار التعريف بالفنون المحلية والوطنية والتوعية بأهميتها في تأسيس المناعة الثقافية الضرورية لحماية الشباب المغربي من موجات الاغتراب واستلاب ثقافة الآخر.
ودعا المشاركون في الندوة، التي اختتمت بمراكش، إلى إصدار نصوص قوانين تحمي الطرق الشفهية والفنون اللامادية من التشويه والمسخ والمعاملة العشوائية، وذلك نظرا لما تمثله من سمو ثقافي باعتبارها ملكا لجميع المغاربة، مع ضرورة تخصيص وزارة الثقافة لمصلحة تعنى بهذا القطاع ورصد الاعتمادات المالية الضرورية لتغطية تدخلاتها في هذا المجال، علاوة على العناية بالمهرجانات الخاصة بالفنون الشعبية ودعمها بالإمكانات المادية والمعنوية الضرورية لاستمراريتها وتحقيق أهدافها، وتكليف المتخصصين في ميدان هذه الفنون بالإشراف على تنظيم التظاهرات المذكورة.
وفي ما يخص الشق الاجتماعي، أوصى المشاركون في هذه المناظرة، التي أخذت شعار «تراثنا من مقومات هويتنا»، ونظمتها النقابة الوطنية للفنون الشعبية، بالعناية بالفنانين العاملين بقطاع الفنون الشعبية، من حكي وأمثال ورقص وغناء وزجل، من خلال ضمان التغطية الصحية، والاستفادة من بطاقة الفنان، والعناية بهم خلال المهرجانات المحلية والوطنية والدولية. ورفع المشاركون، في ختام هذه المناظرة برقية إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، جاء فيها ان «أشغال المناظرة الأولى للطرق الشفهية والفنون اللامادية أسفرت عن توصيات تصب في جهود الحفاظ على الهوية الوطنية واستثمار الموروث الثقافي الوطني وصيانة للذاكرة الجماعية للشعب المغربي الذي يمتاز بخاصية الوحدة في التنوع التي كانت ولا تزال منبع العبقرية المغربية وملهمة إبداعاته في شتى المجالات».
وقال عباس فوراق، رئيس النقابة الوطنية للفنون الشعبية، لـ«الشرق الأوسط» إن الغاية من تنظيم المناظرة، التي شارك فيها أزيد من 800 مشارك، يمثلون مختلف الجهات الثقافية بالمغرب، كانت «الخروج بتوصيات تهم مشاكل القطاع، والتي تدور في أساسها حول سؤال كيفية المحافظة على هذا التراث والعناية بالممارسين، وهو ما يعني أن للمشكل عمقا ثقافيا واجتماعيا، في نفس الآن».
وشدد فوراق على أن «مشاكل القطاع عديدة وتهدده بالاندثار، تضاف إليها الهجرة من البوادي نحو المدن، فضلا عن التشويه الذي يطال هذا الفن الأصيل، باستغلاله في الترويج للسياحة، إذ عوض أن نجعل السياحة في خدمة التراث، جعلنا من تراثنا الأصيل زينة وفلكلوراً يخدم السياحة، الشيء الذي يجعلنا نعاين تشويها كبيرا يطال هذا الموروث الذي هو ملك لكل المغاربة، ولا يحق لأي كان أن يشوهه أو يمس ثوابته». وتتميز الفنون الشعبية المغربية بالتعددية التي تتجلى في اللهجات المختلفة والإيقاعات والتعابير الجسدية والموسيقية المتنوعة، والتي لها بعدها الثقافي والميتولوجي العميق، سواء تعلق الأمر بالأهازيج الموسيقية أو بالتعابير الكوليغرافية، وهو ما يظهر بشكل لافت في أداء فرق «المنكوشي» و«أحواش» و«عبيدات الرمى» و«الدقة المراكشية» و«الطرب الحساني» و«هوارة» و«الركبة» و«أولاد حماد أو موسى» و«عيساوة» و«أقلال» و«الحوزي» و«كناوة»، وغيرها.