فن امازيغي يؤدى ليلا بمشاركة الرجال والنساء ويمكن اعتباره استمرارا لرقصة قديمة انقرضت وتدعى"الدرسث"وهو ليس رقصة واحدة بل مجموعة رقصات متواصلة بعضها ببعض وكل منها لها ما يوحدها بالباقي وما يميزها عنه وتشبه ما تتضمنه الموسيقى العالمية بالمتتابعات غير أن العنصر الأول فيها هو الكلمة المعتمدة على الشعر المرتجل ثم الآلات ثم الرقص ويتميز أحواش بإيقاع خاص يعطي لكل رقصة طابعها ويحدد للمجموع قالبا معينا.وتتنوع قصيدة أحواش من ناحية الأغراض الشعرية فقد تتناول موضوعا واحدا متكاملا وقد تحتوي على مقاطع شعرية لا يربط بينها أي رابط .وتتواجد النار مشتعلة قرب مكان الرقصة لتسخين الدفوف بين الحين والآخر. ويجمع بين النقر والغناء والرقص حيث يشكل الرجال دائرتين: احداهما صغيرة وتكون نواة أولية والباقون يمسكون بالدفوف بينما تكون الدائرة الثانية الكبيرة وتتشكل على بعد ثلاث أمتار من الدائرة النواة وتضم رجالا يتراوح عددهم بين26و40 فردا ويتنوع اداؤهم من الضرب على الدفوف تارة وأداء الرقصات وتأدية القصيدة تارة اخرى. وعلى مقربة من الرجال تتشكل النساء صفا واحدا مستقيما ويؤدون رقصات جميلة توافق الإيقاع العام الذي يصدر من الرجال قولا ولحنا ورقصا. ويتكون أحواش من ثلاثة مراحل رئيسية يفصل بينها نقر يصدر عن الشيخ الذي يحدد بداية ونهاية كل مقطع اوكل مرحلة من الرقصة.المرحلة الاولى: تحواشت وهي مقطع موسيقي اولي يستمر ثلاث الى اربع دقائق وهو يمزج بين ضبط الايقاع من جهة وترديد بيت او بيتين من الشعر كما في المثال الاتي: ضيف الله اتارحوا نتمازيرت اينو حللت عندكم ضيفا يا ابناء بلدتي ضيف الله انو ركيس العيب ايغساولغ حللت ضيفا عندكم اذا تكلمت فلا تعيبونني وقبل المرور للمرحلة الثانية تؤدي الفرقة قصائد مدحية تسمى" اللغا" وتكونموجهة لصاحب الحفل اسيدي علي استلمغ سلمن ايضارن اسلم واكال السلام عليك (سيدي علي) سلام الارجل وسلام التراب اسيدي علي ودا نيرليالخير اتيد ربي كنكيد ايزارسنتساروت من يكن لكم العداوة فلينصبه الله مسؤولامكسور القيادة اسرك ايكران توكا اشرك الحسنات اجعل السواقي ملتصقة بالحقول لتكون الحسنات كذلك انا سيديان تاصندوقت ارانو فاتيد الصندوق الذي حملناه وجدنا به الوثيقة اساك ايتيارا ديدامن لينمشارك الوثيقة المكتوبة بالدماء التي تجمعنا اسيس اتشاهات رب ديان اك ايحضارن فليشهد الاله وكل الحاضرين اذاك نهدو تسردونتنقاماك ايوس اننا سنقدم البغلة والخيل لك هدياايخفتو ما كيلانشما لهمنا ما الذي يبكيك ايتها النفس ما الذي يهمك يان دارلان ايتماس ما تيهمنا من له اخوة فلا شيء يهمه المرحلة الثانية: المساق وهو مقطع شعري مدحي يرافقه ايقاع جد بطيء.ويؤديه احد الرجال وقد يصاحبه مقطع موسيقي صامت من تحواشت ومنه نقتطف هذين البيتين: ابناصر اراكيد اورا اشيوخنو ضرع ابناصر اطلب منك الحضور وقت الشدة ابناصر اكوك ايعلان اوراخلون ابناصر ايها العين الشامخ الغالي ابناصر اكوكنك ابيلي ف لعين ابناصر نرجو منك ان تكون عينك علي اكيش نسوا ايسوكيس ونا غيوالان لنرتوي منه ويرتوي كل من حولنا المرحلة الثالثة: تينضامين وهي محاورات شعريةتكون فيما بين الرجال او فيما بين الرجال والنساء وبهذه المحاوراتتنتهي الرقصة في جو احتفالي رائع وتكون ابيات تينضامين ذات دلالة على الوداع وانتظار المناسبات القادمة ليجتمع الاحباب او القبيلة من جديدكما يتضح من هذا المقطع الا يهنيك أيا كال نوماركي إلى اللقاء يا أرض الغناء تيليت الفرح عندما تكون المناسبة أو كان نوريد أوغور نموت سوف نعود إذا بقينا على قيد الحياة وتتخلل هذه المراحل الثلاثة رقصات عديدة ومتنوعة الشكل الهندسي سواء من الرجال أو من النساء يحدد بدايتها أو نهايتها رئيس الفرقة عبر نقرات متفق عليها تنبعث من الدف رقصة هوارة
فرقة ميزان هوارة التي تنحدر من منطقة هوارة التابعة لإقليم تارودانت الشاسع. وهي المنطقة الغنية بنشاطها الفلاحي المتميز على ضفاف وادي سوس. والميزان الهواري هو خليط من رقص وغناء حميمي انتشر في منطقة هوارة ومناطق أخرى بضواحي تارودانت عكس وترجم النشاط اليومي الفلاحي والرعوي لسكان المنطقة باعتباره انتشاء دائما للارتباط بالأرض ويتميز الرقص لدى قبيلة هوارة بتمازج وتزامن الحركات بقرع الآلات لينسجم بذلك الرقص بالإيقاع حيث التوازن في خفة الحركة وتناغم المقامات بقرع 3 دفوف (البندير) وطعريجة وناقوس. وترجع الفنانة فاطمة الكحولي الملقبة والمعروفة بفاطمة الشلحة السر في تسمية هذا اللون الغنائي بميزان هوارة إلى حضور أناس »مهاورين« أي »نشطين« حيث تواجد تساو إيقاعي في الميزان بين إيقاعات الدف الصغير وإيقاعات الأرجل وحركات الأيدي وتموجات الأجساد الأمر الذي يؤدي الى خلق سمفونية متناغمة ومتكاملة وبخاصة عندما يراقص الرجل المرأة. وفرقة هوارة تتشكل في الأصل، بحسب فاطمة الشلحة، من 32 فردا، لكن في المهرجان يتفاوت عدد الحاضرين مابين 15 الى 20 فردا تتوسطهم امرأة. والفرقة تعمل على أداء رقصة »التقصاد« فيما يعمل حامل »الطعريجة« المعروف »بأكْوالْ« أي »القوَّالْ« بالترديد مع المجموعة ، وخلال مرحلة سابقة من عمر المهرجان، المقطع التالي: »أخويَا سارْ أخويَا سَارُوا وَاحوزْ البهجة ولاَّ قْريبْ مراكش مَاكيفٌو مدنْ عزُّ ربّي وسمّاه البهجة الحمرا «. كما أن أفراد كل المجموعة يرددون المايَا والتي تقول: »وامولٌ أتايْ اعطيني كاسيِ ندُوزو باللُْوزْ« وتؤدي فاطمة الكحولي المسؤولة عن فرقة ميزان هوارة دور الأفعى التي يراقصها العيساوي. والأفعى بحسب رواية الفنانة فاطمة الشحلة مرتبطة بأسطورة وحكاية شعبية تفيد وتشير الى أن هناك أفعى تخرج من أحد حقول القبيلة وتعمل على فزع الأطفال الصغار والنساء، بل تحاول إيذاءهم الأمر الذي شكل خطرا قائما على القبيلة الأمر الذي حدا بها الى التفكير في استمالتها والقبض عليها من خلال العيساوي الذي يعمل على مراقصتها ببنديره وتخليص ساكنة القبيلة من شرها عبر حركات وقفزات موزونة فرضت على الأفعى في نهاية المطاف النفاذ بجلدها لتختبئ »بدرْك الكرموص« أي الصبار. ومازالت فاطمة الكحولي تذكر بداية مشوارها الفني الأصيل والمناهل التي شربت منها أصول هذا الفن الذي عشقته منذ نعومة أظافرها وبعد أن حضرت منطقة أولاد تايمة، وتعاطت هذا الفن، خلال فترة الستينات، وعمرها لايتجاوز 14 سنة مع مؤسس الفرقة الحاج ادريس الحرش والحاج العربي الفاسي. وبدافع المحافظة على هذا التراث وجعله شجرة مثمرة تنهل منها كل أجيال وشباب المنطقة حرصت فاطمة ومنذ سنة 1982 على تأسيس فرقة ميزان هوارة وأكدت حضورها وطنيا ودوليا من خلال تقديم عروض فنية في عدة مناسبات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، بأمريكا وكندا والمكسيك وفرنسا والبرتغال وبدول عربية. وتتمثل أصالة الغناء الهواري في عدة جوانب يأتي في مقدمتها المحافظة على ارتداء الزي التقليدي سواء بالنسبة للرجال (جلباب أبيض وعمامة بيضاء وبلغة)، وبالنسبة للمرأة الراقصة التي تلعب دور الأفعى (التكشيطة وخلخال والوشاح وهي مضمة من الفضة وقطيب ودلال يوضع على جبين الراقصة وهو مزين بنقود الحسني. والحفل الهواري يبدأ بمتوالية إيقاعية مضبوطة ومتتالية تعتمد مجموعة عناصر أولها التقصاد والخرطة والكلبة ثم اللغطة.
|